نوفمبر 21, 2025

الخط العربي

المملكة أعادت هيبة الفن العريق

الخط العربي.. تناسق وتفرّد وإبداع

يتفرّد الخط العربي بجماله وتناسقه عن بقية خطوط اللغات الأخرى المكتوبة والمرسومة، بينما ارتبط تاريخياً بتدوين المصحف الشريف، متميزاً بأن له قواعد خاصة تكون بالتناسق بين الخط والنقطة والدائرة، وتستخدم في أدائه فنياً العناصر نفسها التي تعتمدها الفنون التشكيلية الأخرى، كالخط والكتلة، حيث تجعل الخط يظهر في شكل جمالي، مستقل عن مضامينه ومرتبط معها في آن واحد.

اهتمت المملكة بالخط العربي من خلال تخصيص عام 2020 – 2021 للخطّ العربي، ما أسهم في إعادة مكانة هذا الفنّ العريق وهيبته على سائر الفنون، بوصفه إرثاً إسلامياً وتاريخياً، فهو علم يدرس، ويستعمل لتزيين الكثير من الأماكن مثل المساجد والقصور، كما أنه يستعمل في المخطوطات والكتب.

يمكن تعريف الخط العربي بأنه وسيلة للكتابة وتوثيق الأفكار والأحداث، بتحويلها من رموز إلى أحرف يمكن قراءتها وفكها، فكل لغة رموز وأحرف خاصة، وبدأت الكتابة منذ القدم علي هيئة رسوم، لتصبح بعدها على شكل أحرف، اختصاراً للوقت والجهد، خصوصاً أن الكتابة تعتبر أهم خطوة للإنسان باتجاه الحضارة، فالعرب والمسلمون ابتكروا أنواعاً عديدة من الخطوط العربية، أشهرها: الكوفي الذي يعد أقدم الخطوط، والنسخ المستخدم في المصاحف، والثلث وسُمي بذلك نسبة إلى سُمك القلم، والرقعة باعتباره أكثر الخطوط العربية تداولاً واستعمالاً، فضلاً عن الديواني نسبة إلى دواوين السلاطين، والخط الفارسي.

تطور الخط العربي عبر العصور، إذ كانت بداية انتشاره في صدر الإسلام، الذي اهتم بنشره وتعليمه بين المسلمين، بينما تنافس الكتاب في تجويد الخط وتحسينه؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يختار من يكتب رسائله للملوك من أجود الكُتاب خطاً، والذين وصل عددهم إلى 42 كاتباً أولهم أبي بن كعب، ومن بينهم عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعمرو بن العاص، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم.

لم ينتشر الخط العربي إلا بعد بناء الكوفة، حيث تفنن الكوفيون فيه، وأحسنوا هندسة أشكاله حتى امتاز بشكله عن خط أهل الحجاز فأسموه بالكوفي، وقبل ذلك كان يعرف بالخط المكي أو الحجازي، وكتبت به مصاحف كان أولها مصحف الخليفة عثمان بن عفان فهو أول من رأى أثر تدوين القرآن في حفظه، ونقله فجمعه في مصحف عُرف بالمصحف الإمام. وعندما مضى الإسلام في الانتشار ببلدان العالم المختلفة انتشر معه الخط العربي خارج شبه الجزيرة العربية عن طريق الغزوات والفتوحات، وكان أول ظهور للكتابة العربية في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وحمل هذا الدين خطه ولغته للبلاد المفتوحة.

وتفوق الخط العربي على جميع الخطوط الأخرى، فأصبح بدلاً عن الكتابة السريانية واليونانية، وفي فارس محل الخط البهلوي، وفي شمال أفريقيا محل الكتابة عند البربر، وفي مصر فقد حل محل القبطية والرومانية، فيما تمركز الخط العربي في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدين في المدن الرئيسية مثل مكة والمدينة والكوفة والبصرة بعدما كان في الحيرة والأنبار في العصر الجاهلي.

تميّز على مر العصور

الابتكار في الخط العربي يبدأ بالكوفة

مراحل الابتكار في الخط العربي بدأت في الكوفة، فكان يكتب به على المنابر والمصاحف والنقود، بعد أن أصبح من الجودة والهندسة والإتقان بمكان، ليكون من مظاهر جمال الفنون العربية والإسلامية، ويتسابق الكتاب لتحسين حروفه والتفنن في زخرفته.

وتقدم الخط العربي في العصر الأموي بشكل كبير وملموس عن عصر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعصر الخلفاء الراشدين، بدليل ظهور مهنة الخطاط لأول مرة، برغم أن الحروف كانت دون نقط. وقد زين الخطاطون في العصر الأموي القصور والمساجد بخطوط جميلة، وكتبوا بها أيضاً في دواوين وسجلات الدولة، وباتوا مميزين لدى الخلفاء والأمراء، ويجالسونهم في مجالسهم، ويستعينون بهم في كتابة دواوينهم، حيث كتب الخطاطون في العصر الأموي في سجلات الدولة بخط الثلثين، وسمي بخط (السجلات) لكثرة ما كتبوا به في السجلات، أما الخلفاء فكانوا يكتبون بالخط الشامي وخط الطومار. كما ازدهر الخط العربي، ونهض بشكل كبير على يد خلفاء بني أمية لمجاراة النهضة الشاملة للدولة الإسلامية.

ظهر عدد من الخطاطين الذين اشتهروا بجمال خطهم، وعلى رأسهم قطبة المحرر الذي جمع بين الخطين الكوفي والحجازي في خط جديد سمي بالجليل، واستعمله قطبة ومن جاؤوا بعده في الكتابة على أبواب المساجد ومحاربها. ومن أهم الخطاطين الذين نهضوا بالخط العربي في العصر الأموي، هم: خالد بن أبي الهيّاج، مالك بن دينار، الرشيد البصري، مهدي الكوفي، ثم ظهر شراشير المصري، وأبو محمد الأصفهاني، وأبو الفرج، وغيرهم.

جاء العصر العباسي ليحطم عرش الخلافة الأموية، ونتيجةً لذلك انتقل الخطاطون والفنانون إلى بغداد كونها مدينة الخلفاء العظام الرشيد والمنصور والمأمون، ورحل إليها أيضا العلماء والأدباء ليصبحوا أقرب إلى الخليفة والدولة، وينالوا أجر إبداعهم من الأمراء والخلفاء، فاشتهر في هذا العصر الخطاط الضحاك بن عجلان في خلافة أبي العباس، وكذلك الخطاط إسحاق بن حماد في خلافتي المهدي والمنصور، حتى وصل الخط في عهدهما إلى 11 نوعاً.

وفي عصر الأندلس أصبحت اللغة العربية لغة العلوم والعصر، حتى إن الإسبانيين تركوا لغتهم الأم، وأقبلوا على اللغة العربية بشغف، وحرص على تعلمها لكونها لغة الثقافة العالمية آنذاك، ولثمانية قرون كان الحرف العربي مثالاً للنهضة العلمية، فيما ازدهرت أسواق الكتب في جميع مدن الأندلس، وصار في كل مدينة سوقٌ لبيع الكتب، أما المخطوط العربي، فكان تحفة من التحف التي زين بها الأثرياء قصورهم ومادة رئيسية لطلاب العلم في ذلك الوقت.

عصر الدولة الفاطمية، هو الآخر كان شاهداً على انتشار الخط العربي وتطوره، إذ كان الخط العربي في العصر الفاطمي ذو شأنٍ كبير فقد كتبه المصريون على القباب والمآذن، وفي الأروقة وقصور الخلفاء وأضرحة العلماء، بل زينوا به واجهات الحمامات والمكتبات العامة وواجهات السجون والأماكن العامة ومضامير الخيل، حي ظهر خطان في مصر هما: الكوفي الفاطمي والخط الفاطمي، كل منهما امتاز بهويته وطابعه الخاص.

سقطت الدولة الفاطمية على يد الأيوبيين، غير أن الخط العربي واصل الانتشار، وتحديداً خط الثلث، الذي سماه البعض بالخط الأيوبي، وزينوا به أبواب المدارس الأيوبية والمساجد الكبرى ودور القرآن، وبدأت الخطوط المستديرة تحل محل الخطوط الكوفية على الأبنية والقصور، ثم أعاد المماليك استخدام الخط الكوفي كعنصر زخرفي، ولكنه انتشر بشكل كبير فزُين به أبواب المدارس والمساجد والمخانق المملوكية، وقاموا كذلك بتجديد خط الثلث والثلثين الذي استخدموه في تدوين السجلات في العصر المملوكي.

الخط العربي انتقل إلى العثمانيين، وأصبح العثمانيون مدرسة مستقلة مشهورة في خط الثلث، وأصبح الكثير من الخطاطين الأتراك معروفين حتى الآن بمصاحف كثيرة محفوظة في المتاحف التركية، وبالأخص في متحف الأوقاف في إسطنبول، حيث أضافوا لهذا الخط زخرفة وتجليداً أنيقين. وفي أواخر الخلافة العثمانية برز الكثير من الخطاطين الذين ذاعت شهرتهم في العالم الإسلامي، وتركوا لنا لوحاتٍ جميلة خالدة، من بينهم: الخطاط الشيخ حمدالله الأماسي الذي يعتبر إمام الخطاطين الأتراك، والخطاط الحافظ عثمان الذي كتب 25 مصحفاً بيده، والخطاط يوسف رسا، الذي خط لوحات في المساجد التركية ومساجد بلاد الشام وغيرها لا تزال لوحاتها المعدنية أو المرقومة على الجدران الجصية أو المنحوتة على الرخام باقية. وقد سمي عصر الدولة العثمانية بالعصر الذهبي للخط العربي، وذلك بفضل تشجيع الخلفاء في العصر العثماني الأدباء والعلماء والمبدعين، ومنحهم العطايا وتتلمذ البعض على أيديهم، وأخذوا منهم مبادئ الخط العربي.

أصبح نوعاً من الفنون التشكيلية

تطور مثالي للخط العربي في العصر الحديث

استمر الخط العربي في التطور خلال العصر الحديث، حيث اخترع الخطاطون أنماطاً وخطوط هجينة اختلطت بها أنماط الخط، منها الخط الذي ابتدعه الخطاط محمد محفوظ وهو خط التاج، وسمي بذلك لأن الفكرة هي فكرة صاحب التاج ملك مصر الأسبق فؤاد.

ومع تطوره المثالي أصبح الخط العربي نوعاً من أنواع الفنون التشكيلية وله مقوماته وعناصره الخاصة به، حيث يمكن أن تتم كتابة اللوحة وتكوينها باستخدام الألوان المتعددة أو اللون الواحد بدرجاته أو اللونين الأبيض والأسود وغيرهم، ويمكن أيضاً أن تتضمن اللوحة التشكيلية جزءاً من الكتابة، ويمكن أن تكون الأحرف الكتابية عناصر متممة للوحة فقط ولا علاقة لها بالمضمون.

عقب ظهور أجهزة الكمبيوتر لمساعدة الناس على الكتابة العادية، اعتبر الخطاطون أن تلك البرامج تساعد على الكتابة فقط. أما الخط فلا يمكن أن يكتبه بإتقان إلا من تعلم فنونه.

ويرى الخطاطون أن الخط العربي يتمتع بصفات خاصة تميزه عن غيره وأهمها التجريد في الحروف واستقلاليتها وهو من أبرز الفنون التشكيلية، في وقت تتمتع حروف الخط العربي بالقدرة على الصعود والنزول والانبساط والمرونة في تغيير أشكالها لذا يعد الخط العربي فناً تشكيلياً.

محترفو فن الخط العربي أكدوا أن هناك عناصر لا بد من توفرها ليكون تركيب الخط ناجحاً، متمثلة في: دقة الحرف حتى لا يفقد شكله ورونقه، ولا يسيء إلى اللوحة الخطية، والاتزان الذي يعد من أهم عوامل نجاح العمل الفني، فتوافق الخطوط مع بعضها هو أساس اتزان اللوحة الفنية، إضافة إلى ذلك عنصر “ملء الفراغ” حيث تفنن الخطاطون على مر العصور في ابتكار طريق لملء الفراغات بعد الانتهاء من العمل الفني مثال ذلك: الضمة والفتحة والميزان والظفر وتجميع أكثر من نقطتين في مكان واحد، فيؤدي إلى ملء الفراغات الموجودة.

وأشاروا إلى أهمية الإيقاع في اللوحة الفنية؛ لأنه بمثابة القلب للجسم فانتظام ضربات هذا القلب في دقة وتناغم ينتج عنه سلامة وصحة الإنسان، وكذلك توزيع المساحات لكي تظهر اللوحة بصورة متناسقة لا بد من توزيع مساحاتها وتقسيمها بشكل جيد لتبعث اللوحة روح الهدوء والطمأنينة في نفس من يراه. وهكذا يمكن تكوين عمل خطي ناجح بجميع مقوماته وتركيبه المتكامل.

وهناك أيضاً مقومات تشكيلية للخط العربي، تتمثل في: المد أو الامتداد الرأسي للحروف القائمة مع إمكانية التحكم في طولها كاللام والألف وقوائم الظاء والطاء واللام ألف، وتعني هذه الصفة أننا يمكن أن نتحكم في امتداد طول الحرف وقصره؛ مما يعطينا إحساسًا بالصعود والنمو، والبسط (الامتداد الأفقي)، وهو مد أجزاء الحروف الأفقية مثل حرف السين والصاد والياء والكاف، فيعطي إحساساً بالاتزان والاستقرار في شكل الحروف. إضافة إلى ذلك (التدوير) الذي يعني تقويس الحرف على هيئة نصف دائرة سواء للخارج أو للداخل كما في حروف الجيم والحاء والخاء والسين والشين والصاد والضاد.

ومن المقومات التشكيلة للخط العربي: المطاطية في الحروف بزيادة حجمها، وقابلية الضغط، والتزوية أو التربيع وهي قابلية الحروف أن تكتب أو ترسم بأشكال هندسية مستطيلة أو مربعة وغيرها، وتعتبر صفة من صفات الخط الكوفي، والتشابك والتداخل، وهي من الصفات المميزة للخط العربي خاصةً في الحروف الرأسية كالألف واللام، فتمتد حروفه تلك، وتتشابك مع بعضها صانعةً حوارًا شكليًا جميلًا، فتصبح أقرب للزخرفة، وتعدد شكل الحرف الواحد.

معارض تعكس أهمية الخط العربي

نظمت العديد من الندوات والمعارض التي تهتم بالخط العربي، إذ تنوعت أعمال المعارض لتشمل كل أنواع الخط العربي، فيما ضم معرض الخط العربي في بيروت مخطوطات تعود إلى البدايات الأولى للخط العربي، وأقدم ما يعود إلى القرن الثامن الميلادي، ولفت إلى أن أقدم خط عربي هو الحجازي، لكنه غير موجود في المجموعة المعروضة، كما توجد نماذج من الخطوط المكتوبة على الجلد، ومن جميع المناطق العربية.

أطلقت وزارة الثقافة معرض فن الخط العربي المعاصر في معرض بحي جاكس في الدرعية، حيث تبرز من خلاله أبرز المبادرات والمشاريع والمنجزات التي نفذتها الوزارة في عام الخط العربي. واستهدف المعرض الوصول إلى فئات المجتمع كافة بأفكار تقنية مبتكرة في معرضٍ مختص بالتصوير التفاعلي مع الحضور، ومتجر عام للخط العربي، إضافةً لتقديم عرض تفاعلي حي عن طريق عدد من محترفي الخط العربي.

مكتبة الملك عبدالعزيز افتتحت، في وقت سابق، معرض الخط العربي بما يحتويه من لوحات تبرز أنواع الخطوط العربية وفنونها وزخرفتها، إضافة إلى عرض بعض مقتنيات المكتبة من المخطوطات والمصاحف القديمة والعملات، وكذلك متحف لأدوات كتابة الخط العربي، ومجموعة من الكتب التي تعنى بجماليات الخط العربي وتاريخه، وأشهر الخطاطين العرب في مختلف العصور العربية والإسلامية.

أما معرض الخط العربي في عمان اشتمل على 65 لوحة في فن الخط العربي تبرز جماليات الخط وأنواعه مثل، الثلث والرقعة والنسخ، إضافة إلى لوحات في الزخرفة الإسلامية باستخدام الحبر والأصباغ وفنون التذهيب بشكل يدوي، ولوحات أخرى تدمج ما بين الخط العربي، والفن التشكيلي المعاصر من خلال توظيف آيات من القرآن الكريم، وبعض الأحاديث النبوية الشريفة، والشعر العربي والأقوال المأثورة.

وقدم معرض دبي الدولي لفن الخط العربي، الحروف الكلاسيكية بأنواعها المختلفة، مع إضافة روح الفن المعاصر إليها، لاسيما من خلال الألوان التي كانت تعانق الحروف في كثير من اللوحات لتضيف إلى جمالية الخط بعداً آخر ومميزاً في الشكل والتركيب. وعلى الرغم من اعتماد فن الخط العربي على قواعد محددة، إلا أنه يتميز في تقديم رؤية الفنان للنص، وتصويره معاني النصوص القرآنية أو الأدبية عبر الإطارات الحروفية التي يبتكرها. وقد طغت على معظم اللوحات في المعرض النصوص القرآنية، فيما كان للشعر حصة مميزة، حيث إنه تم تقديم ست لوحات لخطاطين كتبوا أشعار سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي.

وشارك العديد من الفنانين في تجربة فريدة، عندما نظمت مدرسة القلم لفن الخط العربي برنامج الخطاط المنفذ افتراضياً، وهو أحد البرامج التابعة للقلم والداعمة من مبادرة إبداع من مصر، والتي تعرض المدارس المتنوعة للخط الكوفي.

الخط العربي.. علاقة وثيقة مع فنون والعمارة

تعدت أهمية الخط العربي الكتابة الاعتيادية، إلى الفن والتشكيل والعمارة، حيث أصبحت علاقته بالعمارة علاقة الروح بالجسد، ومن هذا المنطلق تجسدت الكتابة ممثلة بالخط العربي في حياة المسلمين وحلهم وترحالهم، ونالت من الاهتمام ما لم ينله أي خط آخر على هذا الكون. ومن تلك الاهتمامات ما جسده الفنانون والخطاطون للخط العربي على عماراتهم، من منطلق أنه إذا أحببت شيئاً، فينبغي أن تكون شغوفاً به، وستصبح ترى ما أحببت في كل شيء.

بدأت علاقة الخط العربي بالعمارة مع بدايات التدوين والكتابة، وظلت في تطور واستمرار، وقد أولاها المسلمون الاهتمام الأكبر، حتى أصبح لعمارة المسلمين سمة وتشكيل خاص بها، فكان إبداع المسلمين متميزاً في مجال الزخرفة والتزيين بالكتابة، حيث يلاحظ ذلك الإبداع من خلال عمارتهم في العصور الإسلامية المختلفة، وقد تميز كل إقليم وقطر بزخارفه وتشكيلاته وبصمته الخاصة في استخدام الخط في العمارة.

وطوّع المسلمين المواد المختلفة لوضع كتاباتهم القرآنية والشعرية على مبانيهم من منطلق محبتهم لدينهم ولغتهم؛ لكن من الملاحظ أن هنالك متغيرات قد طرأت على العمارة جعلتها تبتعد بعض الشيء عن الطابع الذي تميزت وتفردت به عماراتهم في السابق، فتارةً ترى عمارةً من هنا، وتارةً ترى عمارةً من هناك.

وعلى الرغم من الإمكانيات والتدخلات البسيطة التي يستطيع المعماري إضافتها على مبانيه لإضفاء الهوية والطابع عليها، والتي يعد الخط من أهم تلك الإضافات التي يمكن من خلاله التعبير عن ذلك لما يتميز به، حيث يظهر جلياً أن للخط العربي إمكانات وأشكالاً تؤهله لأن يصبح عنصراً فعالاً في المباني.

ويرى الكثيرون أن الخط العربي إذا ما تم الاستفادة منه في العمارة سينتج عمارة إسلامية وعربية حديثة ذات هوية مشتركة، كما كانت في السابق بصبغة فنية حديثة تستحق الالتفات إليها، حيث ترتبط الفنون ارتباطاً وثيقاً بحياة الإنسان منذ وجوده، وخير دليل على ذلك ما نعلمه عن الآثار التي تركها الإنسان. لم تكن هذه الرسوم التي وضعها إنسان الكهوف ذات وظيفة وجودية وروحية فقط، بل كانت لها أهداف جمالية، يظهر ذلك من خلال انسياب الخطوط وحركاتها وتنوّع الكتل في الرسوم. ومع مرور الوقت تطوّر وعي الإنسان وحاجاته الجمالية تبعًا لنمط عيشه وتعقيدات الأزمنة. ومن هنا وُلد ما يُسمّى بفن الزخرفة التي تتصف بكونها علاقات تناسق ونظام، تخضع لاحتياجات جمالية بحتة.

الخط العربي دخل في صميم الزخرفة والرقش العربي منذ فجر الإسلام، وكان أهل الكوفة أكثر المسلمين عناية بالخط الذي أخذ أشكالاً هندسية مضلعة، وهكذا استعمل الخط الكوفي في أعمال التدوين والتزيين، بينما استعملت خطوط لينة للمكاتبات. وكان الخطاطون أعلى الفنيين مكانة لكتابتهم القرآن.

الفن المعماري والزخرفة وفن الخط، صناعة أدهشت العالم، ووضعته أمام جوهر المبدع المنطلق من الجمال الإلهي والممتزج بالقدرة البشرية كانت تلك الفنون محط إعجاب وتقدير في العالم قاطبة، ولكن اليوم وبعد ظهور أجهزة الحاسوب أصبح معظم الناس خطاطين، علماً بأن الكثيرين منهم لا يتصلون من قريب أو بعيد بفن وعلم الخط.

سيارات قديمه وكلاسيكية تباع في السعودية

صحيح أن امتلاك سيارات قديمه أمر غير مرغوب به بالنسبة للكثيرين لرغبتهم في امتلاك سيارة ذات مميزات وتقنيات حديثة مع معدلات أمان عالية ومحركات قوية، ولكن هناك سيارات قديمه مختلفة قد تتفوق على السيارات الحديثة بسبب مدى أناقة تصميمها وامتلاكها طابع خاص فريد مميز يجعلها بمثابة قطعة من التاريخ، واليوم سنعرفك على بعض تلك السيارات.

سيارات قديمة للبيع

السيارة الكلاسيكية أو سيارات قديمه هي سيارات عتيقة نسبياً بشكل عام، وتعريفها الدقيق يختلف في جميع أنحاء العالم، ولكن النقطة المشتركة هي أنها سيارات قديمة ذات اهتمام تاريخي وقيمة يكفي أن تكون قابلة للإقتناء وتستحق الصيانة أو إعادة بنائها بدلاً من أن تباع كخردة، ولذلك يرغب الكثيرين في بيعها للحفاظ عليها مع الحصول على ربح منها أحياناً بسبب ازدياد قيمتها لندرة المعروض منها.

صور سيارات قديمه

ويمكن في صور سيارات قديمه التالية أن نرى بعض أشهر عدة سيارات قديمه مشهورة بشكل واضح في السعودية، والتي تكون في الأغلب سيارات أمريكية مثل سيارات دودج العضلية المميزة للغاية.

سيارات كلاسيكية قديمة

ويذكر أن هناك مجموعة خاصة بهواة السيارات الكلاسيكية في السعودية تحمل اسم مجموعة السيارات الكلاسيكة الخليجية، وهي هي مجموعة غير ربحية تضم أكثر من مئة عضو من كل دول مجلس التعاون الخليجي، وتحمل عضوية الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية.

وتعنى المجموعة بكل ما يمثل السيارات الكلاسيكية في المنطقة، وتدعم كل ما هو متعلق بها وتقوم على خدمة اعضاءها عبر شبكة واسعة من الفرق المتخصصة في جميع دول مجلس التعاون الخليجي بالاضافة إلى تواجدهم في شبكات التواصل الإجتماعي، وهي تضم الكثير من محبي السيارات الامريكية والاوروبية الكلاسيكية بشكل أساسي، مثل فولكس واجن بيتل التي يمكنك أن تراها بالأعلى.

أما إن كنت ترغب بأن تكون جزء من عالم السيارات الكلاسيكية، فيمكنك اختيار أي من السيارات التالية:

شفروليه كمارو 1967-1969

بالطبع شفروليه كمارو هي على رأس قائمتنا، اذ ان الجيل الأول منها الذي أبهر العالم بأداءه لا يزال منتشراً، والأفضل من ذلك هو أن قطعه متاحة، وبالتالي حتى إذا أردت استبدال محركها سيكون بإمكانك إيجاده بسهولة.

فورد موستنج 1965-1973

صحيح أن موستنج الحديثة هي أشهر سيارة عضلات في العالم حالياً، إلا أن المذاق الكلاسيكي له رونقه الخاص، وتُعد موديلات الجيل الاول هي الخيار الأفضل لك من فورد اذ مازالت تتوفر باسعار معقولة.

دودج تشارجر 1970-1966

قمّة سيارات العضلات كانت تشارجر الجيل الأول والثاني، حيث أنها أيقونة بالأفلام والمسلسلات، خصوصاً مع فين ديزل في افلام Fast & Furious… بالطبع هذا يؤدي إلى ارتفاع سعرها نوعاً ما، لكنك لن تندم أبداً على امتلاكها بفضل الإثارة التي ستكافئك بها.

بونتياك جي تي أو 1970-1964

انخفضت شعبية بونتياك في دول الخليج بفضل افلاس الشركة، لكنها كانت شهيرة جداً حول العالم في السبعينيات ويعود الفضل في ذلك إلى جي تي أو، سيارة العضلات التي لم ولن يكون بيد أحد سوى حبس أنفاسه خلف مقودها.

أولدزموبيل كتلاس 1968-1972

للأسف، توقفت أولدزموبيل عن طرح سياراتها الفاخرة منذ أعوام عديدة، وبين 1972-1968 كانت تقدم كتلاس، إحدى أفضل السيارات مبيعاً بالأسواق في ذلك الوقت، ما يعني أنك ستجد إحداها معروضاً للبيع بسهولة، وتميزها أتى بفضل محركها الجامح V8 ومظهرها العنفواني ورُقيّها النادر.

أما في حالة كنت ترغب في سيارات أوروبية رياضية أو فاخرة كلاسيكية، فقد تكون الخيارات التالية أفضل:

بورشه 911

من يقود هذه السيارة يعبر من خلالها عن عشقه للتحدي، فهذه السيارة التي اشتهرت بصعوبة قيادتها وادائها العالي كانت بمثابة تحد للسائقين في عصرها الذهبي. اختيارك لهذه السيارة الالمانية من بورشه، حيث يعني هذا اولا انك تعشق الفخامة ولفت الانظار انما من خلال الاداء المميز. لديك مهارات قيادية عالية لا بد من انك طورتها لترضي شغفك بالرياضة. كل الرجال ليسوا مؤهلين للانطلاق في السباقات، اما انت فتدرك انك قادر على انهاء اي تحد تبدأ به.

رولز رويس سيلفر سبيريت

بمجرد ان نلمح رجل السبيريت، ندرك انه رجل يهوى الفخامة والتميز، يختار نمط الحياة المليء بالرفاهية ليعبر عن شخصية قيادية بامتياز. تجعلنا هذه السيارة نتساءل عن مقتنيات هذا الرجل الاخرى، فلا بد من ان يكون منزله ملوكيا هو الذي يطمح دائما الى التميز والارتقاء الى مناصب اعلى.

فيراري 328

لا داعي للتفكير كثيرا لفهم شخصية سائق فيراري، هذا الرجل الذي يبحث عن لفت الانظار باحدى اروع المركبات الايطالية، يتقن الاهتمام بنفسه ويختار الماركات العالمية عندما يعود الامر لاطلالته. يعشق السرعة ويحب الحياة المليئة بالجرأة ويسعى دائما لتكوين الصداقات والانطلاق بالتحديات.

سعودي عاشق للسيارات القديمة يقتني 53 مركبة نادرة

جمعها على مدى 40 عاماً

المصدر: الرياض ■ رويترز

تشغل نحو 53 سيارة عتيقة الطراز مساحة تصل تقريباً إلى 2000 متر مربع، في مرآب السعودي ناصر المساري، وهو مشروع يقول إنه استغرق سنوات.

كانت البداية عام 1984، خلال سباق للسيارات الكلاسيكية في مدينة فلورنسا الإيطالية، وهنا قرر المساري للمرة الأولى أنه «سيمتلك سيارة قديمة يوماً ما»، وعلى مدى نحو 40 عاماً انقضت، جمع مركبات يرجع بعضها إلى وقت الكساد العظيم.

ويصف المساري الأمر بأنه «مشروع تقاعده»، ويحلم بزيادة مجموعته النادرة، لتصل إلى حد التحول لمتحف يجتذب الزوار من داخل بلاده والسائحين من خارجها.

ومن أعلى مقتنياته ثمناً سيارة من طراز كاديلاك 1929، التي يقول إنها ربما تكون الوحيدة المتبقية في العالم من نوعها.

وقال: «أنا فخور بحق لامتلاكي هذه السيارة، وبذلت الكثير من الوقت والجهد لإحضارها إلى السعودية وللرياض تحديداً، قيل لي إن هذه السيارة، وهذا ما أثق به بعد أبحاثي، هي الوحيدة في العالم، لأسباب عدة، كما تعلم، والسبب الأساسي أنها سيارة باهظة الثمن، صنعت في وقت الكساد العظيم أو قبله مباشرة

ناصر المساري:

• «أمتلك سيارة من طراز كاديلاك 1929، ربما تكون الوحيدة المتبقية في العالم من نوعها».

متحف العبري للسيارات القديمة في السعودية.. تجربة لا تنسى

متحف العبري للسيارات القديمة في السعودية.. تجربة لا تنسى

إذا كنت تعيش في المملكة العربية السعودية وتعشق السيارات الكلاسيكية أو تريد إلقاء نظرة على القصص التي حملتها على مر القرن الماضي حتى وصولنا إلى الوقت الحاضر من رفاهية وتطور، فإن متحف العبري للتراث والسيارات القديمة هو ما تبحث عنه.

هذا المتحف هو أحد أهم المتاحف الشهيرة في منطقة القصيم الواقعة في محافظة رياض الخبراء، وتعرض فيه مختلف المقتنيات التراثية والسيارات الكلاسيكية التي مضى عليها أكثر من 70 عاماً.

عند دخولك إلى متحف العبري، ستجد سيارة الأعمال دايموند T المعروفة باسم دمنتي حيث كانت تستخدمها شركات التنقيب عن النفط بفضل قوتها وتحملها للأوزان الثقيلة وقدراتها على مجابهة صعاب السير في طرقات الصحراء الرملية.

كما ستقع عيناك على سيارات دودج باور واجن التي انتشرت خلال نهاية الأربعينيات، والتي امتلكت محرك قوي رغم صغر حجمها مع قدرتها على حمل الأغراض الخفيفة والركاب، وقد استخدمتها أرامكو في نقل مختلف المعدات عبر الصحاري كثيفة الكثبان الرملية.

ليس هذا وحسب، فهناك أيضاً سيارات شركة إنترناشيونال التي عرفت باسم عنترناش، المستوحى من اسم عنتر رمز القوة عند العرب، ما يدل على القوة والمتانة التي اتصفت بها تلك السيارات، وقد بيعت بعد استخدامها من قبل أرامكو في مزادات إلى المواطنين.

ويتضمن متحف العبري مختلف الطرازات الشهيرة الأخرى بين الخمسينيات إلى السبعينيات، بينها شاحنة ماك الكبيرة، دودج فارجو، فورد بيك اب التي عرفت باسم الفرت أو الهافات لدى البدو، شيفروليه بيك اب الملقبة بـ شفر وكذلك جمس بيك أب لاحقاً، فولكس واجن بيتل الملقبة بالخنفساء، بالإضافة إلى لوحات التراخيص السعودية على مر الزمان.

هذا ويذكر أن متحف العبري تم إنشاؤه لأجل عشاق الكلاسيك، حيث أن تأسيسه لم يكن بهدف الربحية إطلاقاً، لذلك ستجده مجانياً تماماً ولا حاجة لكي تدفع أية رسوم من أجل دخوله، علماً أن مواعيد الزيارة من الساعة الرابعة مساءً وحتى التاسعة ليلاً.

السيارات الكلاسيكية.. كنوز ثمينة

تصاميم جمالية أنيقة

السيارات الكلاسيكية.. كنوز ثمينة

عشق وشغف لا ينتهي

عشق لا ينتهي.. وشغف غير منقطع لاقتناء السيارات الكلاسيكية الفريدة من قبل البعض، مؤمنين بجودتها وتقنيتها العالية وتصاميمها الجمالية الأنيقة، إذ يصر عشاق هذا النوع من السيارات الحفاظ عليها واقتناء المزيد منها، حتى لو منعت من السير في الطرقات والشوارع العامة لبطء قدرتها على السير مقارنة بالموديلات الحديثة السريعة.

يختلف تعريف السيارات التقليدية القديمة بين الدول، إذ يرى نادي السيارات الأمريكية القديمة أن السيارة الكلاسيكية يجب أن يكون عمرها بين 30 و49 عاماً، بينما السيارات ما قبل العتيقة تكون بعمر 50 و99 عاماً، أما السيارات العتيقة يجب أن يكون عمرها 100 عام. وفي المملكة المتحدة، فإن مجموعة السيارات الكلاسيكية تعتبر ما قبل الحرب العالمية الأولى، فيما تعتبر السيارات العتيقة في الحقبة ما بين (1919-1930).

اهتمام خاص

تعتبر السيارات الكلاسيكية كنوزاً ثمينة، ويلاقي بعضها اهتماماً خاصاً مثل: Bentley Blower التي احتفلت شركة بنتلي في العام 2019 بمرور 100 عام على إنتاجها، Citroën Type A صاحبة المائة عام، وسيارة Devinci  القديمة التي يتراوح سعرها ما بين 56 ألفاً و112 ألف دولار، ويقتصر الإنتاج على 200 سيارة فقط، وكذلك سيارة Dizaynvip وهي واحدة من سيارات Mercedes، ولكن بتصنيع تركي، ومجهزة بتلفزيون بشاشة كبيرة، ومقاعد فخمة، ويبلغ سعرها حوالي 170 ألف دولار.

أما سيارة Citroën Traction Avant التي أطلقت في عام 1934، كانت تعد بمثابة ثورة في عالم صناعة السيارات في ذلك الوقت؛ من خلال نظام الدفع الأمامي، والبناء شبه الوحدوي، لكن تكاليف التطوير أفلست الشركة، مما أدى إلى تولي «ميشلان» المسؤولية عنها، فيما سيارة E-fuel صممتها شركة  EMPA السويسرية لتعمل على الوقود الإلكتروني. وبالنسبة لعشاق السيارات الكلاسيكية فإن شراء سيارة La Ferrari  يعادل شراء فيراري، رغم أنها مصنوعة من بقايا الدراجات والسيارات المعاد تدويرها، وسعرها 58 ألف دولار، بينما تعد سيارة Porsche 917 كلاسيكية مميزة، وكذلك سيارة Sahara التي يعود تاريخ تصنيعها إلى عام 1953، وأيضاً سيارة RCH اليونانية.

عام السيارات النادرة

يعد 2019 هو عام السيارات النادرة التي تباع بأسعار خيالية مماثلة لأسعار أفخم وأحدث السيارات الفارهة، إذ تم بيع سيارة «بويك غراند ناشونال» كوبيه، نادرة، سوداء اللون، موديل «جي إن إكس» 1987. سارت فقط مسافة 8500 ميل فقط، برقم خيالي بلغ 200 ألف دولار، وكان سعر هذا الموديل من بويك لا يباع بأكثر من 29 ألف دولار سنة صنعها في الولايات المتحدة الأميركية والدول التي تستوردها.

وقبل ذلك بعامين، وتحديداً في عام 2017 تم بيع سيارة مشابهة لها من الموديل نفسه، ولم يتخط عدادها 68 ميلاً، بسعر 220 ألف دولار، وفقاً لموقع «فوكس نيوز».

هناك الكثير من التحف التاريخية في عالم السيارات، مثل: فورد موديل تي التي أطلقت في عام 1908، وكانت أول سيارة حقيقية تم طرحها بأسعار في متناول الناس العاديين، لذلك انتشرت بشكل واسع جداً في العالم، حيث تعتبر إحدى تُحف القرن الـ20 الماضي المهمة. وفي عام 1955، أطلقت العملاقة الألمانية “مرسيديس”، رائعتها الكلاسيكية “مرسيديس-بنز 300 أس أل MERCEDES-BENZ 300 SL”، التي أصبحت بعد وقت قصير من طرحها أسرع سيارة سباق في ذلك الحين. حيث تتميز بشكل أجنحتها الغريب والفني، كما أنها تعد أول سيارة تزود بنظام الحقن المباشر للوقود.

ولا تزال سيارة فورد موستانج من أفضل وأقوى السيارات في العالم، وكل ذلك يعود إلى السيارة الأم الشهيرة FORD MUSTANG، التي تم إطلاقها خلال عام 1964، وعلى الرغم من أنها ليست الأقدم، إلا أن هذه السيارة تعد الأشهر في هذه الفئة، حيث كانت إحدى سيارات العميل السري “جيمس بوند” في أحد أفلامه، لأناقتها وقوتها الشديدتين، وسُميت بـ”موستانج”، تيمناً بنوع حصان بري يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، يتميز بالقوة وصغر الحجم.

 وصمم المخترع الإيطالي الشهير وأحد مؤسسي صناعة السيارات الفخمة في العالم إيتوري بوغاتي، سيارة بوغاتي تايب 41 رويال، خلال العام 1931 لتكون واحدة من أكبر السيارات في العالم حينها. وكان قد خطط لتصنيع 25 سيارة من هذه الفئة، وبيعها إلى الملوك والأمراء، حيث كان قد وضع تكلفة السيارة الواحدة بـ30 ألف دولار، وهذا المبلغ في حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي، يعد ثروة كبيرة جداً، إلا أن بوغاتي لم ينجح إلا بصناعة 6 سيارات باع منها 3 فقط جراء الكساد الاقتصادي.

قصة درامية

خلال عام 1935، أقيم معرض باريس للسيارات الذي شهد عرض التحفة الفرنسية ديلاهاي 165 كابروليه لأول مرة، ولكنها عاشت قصة درامية بعد ظهورها في معرض نيويورك الدولي، حيث اندلعت الحرب العالمية الثانية عقب ذلك، وظلت السيارة الفارهة صاحبة التصميم الغريب والجذاب، حبسية في مخازن الجمارك الأمريكية لمدة ست سنوات، وبعدها انطلقت إلى العالم كتحفة فنية خالصة. أما سيارة فيراري 250 تي آر صنعت في العام 1958، وتشتهر باسم “تيستا روسا”، أي “الرأس الحمراء”، وقد صُنع منها 21 سيارة فقط.

فيما اُنتجت “رولز رويس- فانتوم” عام 1925، بقوة محرك تبلغ 40 حصاناً، وكان قد صنع منها 3509 سيارات في كل من بريطانيا والولايات المتحدة، لتأتي جاغوار إيه تايب في عام 1961، ولا يستطيع أي أحد أن لا يقع في غرامها بعد رؤيتها، فهي من السيارات القليلة التي جمعت أناقة وجمال المظهر الخارجي، والأداء القوي والسريع، إلى جانب أسعارها التي كانت في متناول العديد من الناس، وكانت تنافس باقي السيارات في العالم.

سيارة “ألفا روميو” الكلاسيكية التي تعود إلى الثلاثينيات من القرن العشرين الماضي، تعتبر أغلى سيارة على الإطلاق، حيث بيعت في مزاد بمبلغ 16.7 مليون يورو. في وقت طُرحت سيارة “8 سي 29 أوه أوه تورينغ برلينتا التي صنعت خلال عام 1939، بسعر أولي وصل حتى 10 ملايين يورو، وبيعت بسعر 16.7 مليون يورو، ولم تقطع وقتها سوى 65 ألف كيلو متر.

وبينما نجحت السيارات في الوصول إلى عدد جمهور أكبر ظهرت سيارات عام 1920 تعتبر من أجمل التصاميم في كل العصور. وتعد هذه السيارات الفاخرة رمزاً للثروة التي تم الحصول عليها مرة أخرى عقب الأوقات الصعبة. وهناك نموذجان من أبرز نماذج تلك الفترة وهما: نموذج “تيبو8” لإسوتا فرستشين ونموذج “نوع H6” لهيسبانو سويسا. وأولى هذه السيارات هي صاحبة حجم كبير جداً ومحرك 6,6 لتر وثانيها ذات محرك 5,9 لتر.

وعلى الرغم من ظهور الرولز-رويس عام 1906 كعلامة تجارية بريطانية، إلا أنها تطورت عام 1920. وبرز نوع السيارات هذا كأغلى الأنواع، ولكنه الأفضل في العالم نتيجة لمبيعات الرولز الناجحة وشراكة رويس الكمالية وجودة الالتماس. وهذه هي الفترة القصيرة المزخرفة في تصميم السيارات، والتي هي جزء هام من هياكل السيارات.

محركات متنوعة تعمل بالبخار والوقود

صناعة السيارات.. تاريخ ضارب في القدم

أنواع عديدة من السيارات أنتجتها مختلف الشركات حول العالم، حيث تنقسم السيارات إلى عدة أنواع منها الصغيرة الخاصة، التي يمتلكها الأشخاص العاديون، والحافلات الكبيرة التي تستخدم لنقل الركاب، فضلاً عن الشاحنات، التي تستعمل لنقل البضائع، وهي بذلك تعتبر العنصر الأساسي في الدول الصناعية في دفع عجلة الاقتصاد إلى جانب السكة الحديد.

أول انتشار للسيارات كان في أوائل القرن التاسع عشر، ولكن الاختراع الحقيقي للسيارة يعود إلى أواخر القرن الثامن عشر ميلادياً حينما صنع جوزيف نيكولاس كونيو أول نموذج لسيارة تعمل بمحرك سنة 1769م. وفي عام 2002م، كان هناك 590 مليون سيارة ركاب في العالم، منها 140 مليوناً في الولايات المتحدة.

يعود تاريخ صناعة السيارات للعام 1769م حيث تعتبر سيارة كونيوت التي اخترعها جوزيف نيكولاس كونيوت من أوائل السيارات في التاريخ، وكانت تعمل بالبخار. وفي عام 1885م اخترع كارل بنز سيارة تعمل بمحرك جازولين أوتو في ألمانيا، وسجل بنز براءة اختراعها في 29 يناير 1886 بمدينة مانهايم، بينما كان هناك عدة مهندسون يعملون على بناء سيارات في نفس ذلك الوقت في شتوتغارت حيث سجل جوتليب دايملر وويلهلم مايباخ براءة اختراع أول دراجة بخارية، والتي بنيت وجربت في عام 1885م. وفي عام 1886م حوّل الثنائي عربة تجرها الأحصنة. وفي عام 1870م جمّع المخترع الألماني النمساوي سيجفريد ماركوس عربة يد بمحرك، إلا أن هذه المركبة لم تتعد المرحلة التجريبية.

وقد يفتح استخدام الهيدروجين كوقود لمحرك السيارة مجالاً واسعاً حيث يتميز بقابلية عالية للاشتعال، وفي نفس الوقت له رقم أوكتان عال؛ إلا أن تخزين الهيدروجين يعتبر من المشاكل التي تحتاج الاهتمام والحل. وتخزين الهيدروجين في الحالة السائلة ضرورية من وجهة توسيع مسافة مداه، إلا أنه لا يحتمل توقف السيارة وعدم استعمالها لمدة طويلة، إذ إن فقد حرارة تبريد السائل أثناء التوقف الطويل وعدم استعمال السيارة يؤدي إلى رفع الضغط في خزان الهيدروجين.

وبينما تعرض في الأسواق كميات كبيرة من الديزل الحيوي. إلا أنه يكون مخلوطاً بأنواع وقود أخرى. ورغم أن التكنولوجيا الجديدة لضخ الوقود داخل المحرك بضغط عال وتوفر معدات أنظمة الضغط قد تسمح بتشغيل السيارة بوقود 100% ديزل حيوي، إلا أن المُصنع يصر على أن تكون نسبته في حدود بين 10% و20%، حيث تظهر أحياناً صعوبات لمضخة ضخ الديزل. ويمكن أن يُضبط تخفيف الديزل أتوماتيكياً. كما توجد مرشحات مناسبة لاستعمال الديزل الحيوي، فيما تستخدم أحياناً إضافات من كحول الإيثانول. وعلى الأخص تلك الأنظمة ذات الحقن المتعدد يمكن تشغيلها بمخلوط يحتوي على 20% إيثانول (E20)، كما توجد سيارات يمكنها استخدام أنواع متعددة من الوقود الكحولي والبنزين، وتعمل عادة بمخلوط من الإيثانول بنسبة 85% و15%.

ويستعمل الغاز الطبيعي كوقود للسيارات، ويسهل استخدامه فيها عن استخدام الهيدروجين، وهو مستحب لرخص ثمنه وقلة ما يبعثه من غازات في المدن. وقد استطاعت كوريا الجنوبية تشغيل 77% من حافلات العاصمة سول بالغاز الطبيعي المضغوط بدلاً عن استخدام الديزل حتى أوائل عام 2009، كما تبغي إتمام التحول الكامل بنسبة 100% في عام 2010. كما تعمل بعض السيارات بالغاز المسال. في وقت يقترب استعمال الزيوت النباتية لتشغيل المحركات. ويستحق استعمال الزيوت النباتية التطبيق، خصوصاً في البلاد الزراعية ذات الأراضي الواسعة، والتي تتمتع بسطوع الشمس فيها.

السيارات الكهربائية تدخل سباق “السوق” مبكراً

لم تتأخر السيارات الكهربائية عن سباق “دخول السوق”، فقد صنعت أول سيارة تعمل بالكهرباء عام 1832م، وسبقت سيارات الاحتراق الداخلي بنحو سبعين عاماً، بينما اعتبرها البعض متفوقة عليها من جهة انخفاض صوت محركها.

على الرغم من الحديث عن تفوق السيارة الكهربائية، غير أن سيارة الاحتراق الداخلي كانت هي الأفضل لسببين. أولهما: التفوق في قطع المسافات الطويلة، وثانياً: انخفاض وزن كمية الوقود مثل البنزين أو الديزل عن وزن بطارية ثقيلة لقطع مسافة معقولة. وكان على تطوير السيارة الكهربائية الانتظار حتى يومنا هذا للحاق بالسيارة التي تعمل بالبنزين. وبعض السيارات الاختبارية التي صنعت بعد عام 2000م استطاعت السير بسرعات تبلغ 210 كيلومتر في الساعة، وأخرى تستطيع السير مسافة 400 كيلومتر. ولكنها تجريبية ولا تصلح للاستعمال الشخصي العادي نظراً لارتفاع ثمنها وثقل بطاريتها. كما أن إعادة شحن تلك السيارة يستغرق 8 ساعات، وهذا وقت طويل.

شركات عالمية بدأت إنتاج السيارة الكهربائية بعد عام 2005م وعرضها للبيع، إلا أن بطاريتها لا تزال مرتفعة السعر. ويمكن تصور ذلك أن بطارية السيارة الكهربائية من نوع بطارية الليثيوم – أيون تعادل نحو 6000 بطارية من النوع الذي نستخدمه في المحمول. وتشجع كثير من الحكومات في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وألمانيا وفرنسا الشركات الصناعية والجامعات على تطوير السيارة الكهربائية، وتدعم الحكومات شركات السيارات بمليارات الدولارات لتشجيعها على تكثيف الجهود على هذا السبيل، وتخصص أوروبا ملايين اليورو لإجراء الأبحاث في الجامعات لتطوير تقنية البطاريات الجديدة، فيما تدعم الولايات المتحدة الأمريكية شركات صناعة السيارات بنحو 2 مليار دولار لتحسين مراكم السيارات.

الحكومة الألمانية هي الأخرى تدعم شركات السيارات الألمانية بنحو 5 مليارات يورو لتحسين مراكم السيارات، وإنتاج سيارات أكثر ملاءمة للبيئة وخفض كمية العوادم الضارة. وكان غرض برنامج التطوير الموضوع عام 2009 أن تتطور صناعة السيارات الكهربائية في ألمانيا، وأن يكون في ألمانيا نحو مليون سيارة من هذا النوع حتى عام 2020. أما الصين فلها مشروع كبير في هذا المضمار، وتعمل على اختصار الوقت والدخول مباشرة في مجال إنتاج البطاريات الكهربائية التي يمكن إعادة شحنها، وقد حازت التفوق في ذلك في مجال مراكم المحمول، حيث شرعت في عام2010 في إنتاج السيارة الكهربائية بالاشتراك مع إحدى شركات السيارات الأمريكية وعرضها في السوق.

الاتحاد الأوروبي قرر مؤخراً خفض استهلاك السيارات للبنزين والديزل حتى عام 2020، بحيث لا يزيد عن 95 جرام من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر، وهذا يعني استهلاك 4 لترات من الوقود لكل 100 كيلومتر. وتعمل شركات إنتاج السيارات في أوروبا على تطوير المحركات والوصول إلى ذلك الحد بالاستعانة أيضاً بسيارات الهجين؛ نظراً لصعوبة الوصول إلى ذلك الحد عن طريق خفض استهلاك المحركات وحده. وقد قررت السياسة الأوروبية اتخاذ ذلك المنهج لخفض إصدارات ثاني أكسيد الكربون بالنسبة للسيارات. ويُعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية والصين سوف تتبعان هذا الطريق في المستقبل.

ابتكارات تكنولوجية لتطوير السيارات

على مدى قرن من الزمان عمل صناع السيارات على الاستفادة من الابتكارات التقنية لتطوير المحركات، إذ يعتبر نوع “Pyréolophore” هو نموذج لمحرك تطور من قبل جوزيف نيبس في عام 1807. ونتيجة للتغيرات التي طرأت على هذا النموذج، فقد ظهر محرك آخر باسم ديزل، والذي قام رودلف ديزل بتطويره.

يعمل هذا النوع من المحركات بالهواء الموسع مع الحرارة وهو قريب من الماكينات البخارية. ومع ذلك فإن هذا المحرك لا يستخدم له الفحم فقط كمصدر للحرارة. واستخدم نيبسي الرياضة المرهقة الأولى لنقل سيارته بسبب سوء محركها، وأضافوا بعد ذلك النفط بداخلها. واستخدموا خليط الفحم والراتنج (صمغ الصنوبر).

عندما حان العام 1880 وجد فرناندو فورست الفرنسي أول إشعال مغناطيسي للضغط المنخفض. ووجد فورست أيضاً في عام 1885 مكربن ثابت مستوى لا يزال في إنتاجه على مدار سبعين عاماً، لكن محل تاريخ نشأة السيارات عند فورست، فتكمن في عمله ودراساته على محرك الاحتراق الداخلي. وقد وجد محرك ذو ست أسطوانات في عام 1888، وذو أربع أسطوانات عمودية في عام 1891، ومحرك ذو تحكم صميمي.

كشف استخدام الكثير من الوقود للسيارة عن ضرورة تطوير الأساليب للتزود بالوقود، وعمل جون النرويجي مكان تخزين متصل بمضخة المياه، وتم تعديلها بعد ذلك لتقع خارج المصنع تماماً. ولم يكن يعرف مقدار الوقود ولا مزايا الاختراع الذي قُدم. وظهرت في عام 1901 أول مضخة بنزين مع براءة الاختراع، تلى ذلك اختراع سيارات ذات إطار مطاطي. وأول من طور إطارات السيارات إدوارد وأندريه ميشلان وتولوا شركة “ميشلان” لإنتاج أحذية مكابح الدراجات التي أسست في كليرمونت_فيراند. وصنعوا أول سيارة “ايكلير” في عام 1895 معتمدين على هذا الاختراع، ولكنها كانت تسير بمعدل 15 كلم في الساعة لضخامة إطاراتها التي تضخمت وبلغت 5,6 كجم ما استنفذ قوة السيارة في 150 كلم.

وطور الإخوة ميشلان نظام المكابح ونظام الدريكسيون، واستبدلوا العجلات المعدنية بدلاً من العجلات الخشبية. وبدأوا باستخدام محور الانتقال بدلاً من نقل الطاقة الكهربائية عن طريق سلسلة. واكتشفوا المقابس “بوجيه” التي تؤمن تشغيل المحرك في البرد.

وفي نهايات القرن التاسع عشر سُجل التقدم التكنولوجي السريع للاختراعات والأبحاث، ولكن في نفس الوقت بدأ مستخدمي السيارات في مواجهة المشاكل والصعوبات الأولى. وتواجهوا أيضاً مع ظروف الطرق السيئة، فقد كان صاحب السيارة يعد نفسه مالكاً لشيء فاخر وثمين. فقد كانوا يعدونه تحدياً صعباً في حد ذاته، حتى لو كان المحرك قادراً على التشغيل والعمل. وبسبب سوء الأحوال الجوية، فكانت السيارات لا تستطيع حماية السائق والركاب ضد الغبار.

إنتاج أول سلسلة سيارات.. والسباق يدعم الجودة

بدأ أول إنتاج سلسلة سيارات في عام 1891 وقام بإنشائها بنهارد وليفسور، وعندما اكتشف أرماند بيجو سيارة بنهارد مستخدماً إياها، فقرر تأسيس شركته الخاصة في الثاني من أبريل عام 1891، بينما بدأ ماريوس برليت العمل عام 1896، وصنع لويس رينو وأخواته أول سيارة في بيلانكور (مترو باريس) بمساعدة فيرناند ومارسيل، لينطلقوا في تأسيس صناعة حقيقية مسجلين تقدماً عديداً في ميكانيكية السيارة وأدائها.

كانت فرنسا هي بداية الانطلاق الحقيقي لصناعة السيارات في القرن العشرين، فمجموع إنتاج السيارات فيها عام 1903 بلغ 30,204 أي ما يعادل 48,77% من الإنتاج العالمي، وفي العام نفسه أنتجت الولايات المتحدة الأمريكية ما يقرب من 11,235 سيارة، وإنجلترا 9,437، وألمانيا 6,904، وبلجيكا 2,839، وإيطاليا 1,308 سيارات.

بيجو ورينو وبنهارد فتح كل منهما مكاتب مبيعات في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 1900 كان هناك نحو 30 شركة لصناعة السيارات في فرنسا. وفي عام 1910 بلغوا 57 شركة، وفي عام 1914 وصل عدد شركاتهم إلى 155 شركة. أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فكان هناك شركات صناعة سيارات عديدة. وبلغ عددها 50 شركة في عام 1898، و291 في عام 1908.

سباق السيارات كان مصدراً مهماً للتقدم في الصناعة حيث لعب دوراً كبيراً لكي يثبت للبشرية إمكانية التخلي عن الخيول واستبدالها بالسيارات. وقد أدت الحاجة إلى السرعة تقدم السيارات البخارية للأمام وتزويد قوة المحرك والبنزين، فكان السباق الأول يعتمد ببساطة على القوة والمتانة، حتى إنه كان يعطي أهمية كبيرة للسائق وصانع السيارة على حدٍ سواء، وقد تضمن السباق الأول أسماء مهمة في تاريخ صناعة السيارات، هم: دي ديون بوتون، بنهارد، بيجو، بنز وآخرين، بينما كانت مسابقة “باريس روان” أول مسابقة سيارات في التاريخ عام 1894، وانضمت إليها سيارات تعمل بالبنزين، والبخار، وتسير بسرعة 126 كيلو متر في الساعة.

في الثامن والعشرين من نوفمبر 1895 أقيم أول سباق سيارات في الولايات المتحدة، وفاز به جاي فرانك دوريا الذي قاد سيارة صنّعها مع شقيقه تشارلز دوريا. كان السباق دورة 54 ميلاً على طول شاطئ البحيرة من شيكاغو إلى إيفانستون في ولاية إلينوي، ثم عبر أحياء شيكاغو، ثم العودة إلى خط البداية.

قرر جيمس غوردون بينيت الثري صاحب صحيفة هيرالد بنيويورك عام 1889 تنظيم مسابقات دولية تجمع بين المنتخب الوطني، استضافتها فرنسا، لتبدأ مسابقة كأس غوردون بينيت للسيارات في 13 يونيو عام 1900 واستمرت حتى عام 1905. واحتلت فرنسا المركز الأول في المسابقة الأولى بمعدل سرعة 554كم/ساعة، كما فازت بالكأس أربع مرات. وأقيمت مسابقة لهذا الكأس أيضاً في إيرلندا عام 1903، وفي ألمانيا عام 1904. وقد حظيت المسابقات بمشاهدة عالية، غير أن تنظيمها مُنع على الطريق العام عقب سقوط عدد من الوفيات نتيجة حادث في مسابقة باريس – مدريد عام 1903. وتوفي نحو ثمانية أشخاص في هذا السباق، وتم إنهاء المسابقة في بوردو قبل أن تصل إلى مدريد. بعدها بدأ تنظيم السباق في الطرق المغلقة أمام حركة المرور، وتم تأسيس مدرجات أسرع من أجل تجارب السرعة، وذلك عام 1923م.

دور مهم أثناء الحرب العالمية الأولى

السيارات الفاخرة مصدر إبداع سينمائي

انتشرت السيارات الفاخرة في مدة قصيرة جداً، وأصبحت كمصدر للإبداع في السينما التي تزامنت انطلاقتها مع صناعة هذه السيارات.

استخدمت السيارة في المطاردات والمرآب بكثرة من خلال الأفلام القصيرة الأولى وخاصة في كوميديات لوريل وهاردي. ويتكون هذا الفيلم من مشهد كوميدي متعلق بالسيارات فقط. وقد استخدم موديل فورد تي على وجه الخصوص في كثير من الأفلام. فالسيارة ملحق لا غنى عنه في السينما. فقد استخدمت بطرق مختلفة حتى إنه تم استخدامها لنقل جثث لأشخاص قُتلوا على يد المافيا، وفي مشاهد رومانسية أيضاً عن تقبيل العاشقين في السيارة. وبعد ذلك استخدمها الأبطال في أفلام عديدة مثل كريستين وعلة الحب.

لصوص السيارات انتبهوا بعد استخدامها في السينما إلى أنه يمكن استخدامها كآلة لارتكاب الجرائم والهرب سريعاً بعيداً عن مكان الحادث. وعصابة بونت هي واحدة من أكبر العصابات المميزة التي استفادت من السيارات كأداة جنائية. ويعد جورج كليمنصو أول من خلق قوة شرطة متنقلة ومستخدمة للسيارات عام 1907. وهناك العديد من المجرمين واللصوص المختصين بسرقة السيارات، وعلى سبيل المثال بوني وكلايد اللصين المشهوران اللذان قُتلوا في سيارتهم أثناء الفرار من الشرطة. ويُذكر أيضاً آل كابوني صاحب سيارة كاديلاك 85 تاون سيدان ذات محرك 78 وسرعة 130كم في الساعة، والذي قام بصناعتها فريق جيد للغاية من حيث الأمن وتصفحيها. وبعد إلقاء القبض على آل كابوني استخدم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فرانكلين ديلانو روزفلت هذه السيارة كآلة رسمية له.

في بداية القرن العشرين بدأت تغيرات تجرى في هياكل السيارات، وكانت أولى السيارات تشبه عربات الأحصنة من ناحية الشكل والنظام على حدٍ سواء. وحصلت السيارات على حريتها، وتغيرت أشكالها في نهاية عام 1900. وأول تصميم هيكلي كان خاصاً بسيارة دي ديون بوتون، والذي كان يحمل اسم “vis-à-vis” وتعني وجهاً لوجه بالفرنسية. وهذه السيارة قصيرة جداً وتصميمها على شكل حمل أربعة أشخاص يجلسون وجهاً لوجه. وفي تلك الفترة ظهر جان هنري لابوريت أكثر شخصاً مبدعاً في هياكل السيارات، فقام بتغيير شكلها وتطويرها على هيئة أشكال طائرة وقوارب. وقد حاول بعض رواد التصميم عمل تصميمات هوائية للسيارات عام 1910. وهناك مثال على تلك السيارات ” A.L.F.A 40/60 HP” والتي صُممت من قبل كاستجنا بهيكل على غرار بالونات مُسيرة.

ولعبت السيارة دوراً مهماً أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث استخدم الجنود السيارات لنقل الذخيرة والمؤن إلى الجبهة، ونقلت الشاحنات الجرحى من جبهة إلى أخرى. واستبدلت سيارات الإسعاف التي تجرها الأحصنة بسيارات إسعاف ذات محرك. ومع بداية الحرب تحولت السيارة إلى آلة حرب خلال وقت قصير. وكما ساهم الجميع في الحرب من جميع أنحاء البلاد ساهمت أيضاً شركات سيارات كبرى في الحرب خلال هذه الفترة. وقبل بداية الحرب العالمية الأولى بدأت سيارات برليت بتوفير معدات للجيش الفرنسي. وأنتجت شركة بنز للسيارات ما يقرب من 6,000 ناقلة جند. وصنعت شركة دايملر قطع غيار للغوصات. أما شركة فورد، فقامت بصناعة الطائرات وسفن الحرب. وبدأت رينو بإنتاج أولى الدبابات الحربية، فأدى استخدام السيارات بهذا الشكل إلى زيادة عدد الضحايا في ساحة المعركة. ومكنت من اجتياز العقبات الغير سالكة وفتح النيران على العدو.

وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، فاختفت شركات السيارات الصغرى، ولا تزال الشركات الكبرى القائمة على إنتاج الذخيرة والإمدادات العسكرية فقط. وعلى الرغم من أن هناك بعض الشركات لم تعمل مباشرة في مجال السيارات، إلا أن التقنيات لديها كانت مفيدة لصناعة السيارات وأيضاً المواد التي تم تطويرها من قبل شركة هيسبانو-سويسا وبوجاتي التي تقوم بصناعة محركات الطائرات. وعقب الحرب التي انتهت عام 1918 دُمرت المصانع، وضعُفت الصناعة والاقتصاد. وبدأت أوروبا بتنفيذ النموذج الأمريكي للنهوض بالصناعة مرة أخرى. وتطورت أوروبا في عشر سنوات، وعززت صناعة السيارات، وفي عام 1926 توحدت البنز والمرسيدس، وقام منتجو السيارات الرياضية والفخيمة بتأسيس شركة مرسيدس-بنز.

الفترة ما بين الحربين العالميتين كانت بمثابة العصر الذهبي للسيارات الفاخرة؛ بسبب تقدمها من حيث الموثوقية وتحسين البنية التحتية للطرق، ولكن تعديل وسنّ قوانين السيارات يعد بداية الطرق بعد ذلك. وعرض منتجين أمريكيين وأوروبيون نماذج للبيع أكثر اقتصاداً وأسرع وأخف وزناً لزيادة إنتاج السيارات. وقد لعب التقدم دوراً مهماً الذي أمن تحسين علبة التروس والمحركات في ظهور تلك النماذج. ولقد كان هذا المشهد ثورة جمالية حقيقية أيضاً في هذه الفترة. وظهر الحنطور والكوبية أيضاً كنماذج للسيارات. وبدأوا باستخدام تصاميم الديناميكا الهوائية بناء على المحركات التي تطورت تدريجياً مستفيدين من الطائرات. وتغير نمط الهيكل إلى حدٍ كبير. وكانت السيارات ذات هياكل مفتوحة بنسبة 90% حتى عام 1929. والآن يعملون على تحسين الوضع الأمني وسهولة الاستخدام والراحة متبعين أسلوب منطقي في الإنتاج.

الدفع الأمامي.. نقطة تحول في السيارات

ظهر الاهتمام بقوة الدفع للمحرك الأمامي عام 1920، حيث قام مهندسان بعمل تجارب للمحرك الأمامي، خصوصاً في سباق السيارات، الدفع الأمامي بمثابة نقطة تحول في صناعة السيارات.

 في عام 1925 انضم إلى السباق 500 سيارة انديانابوليس نموذج “8 جونيور” ذات دفع أمامي، والذي صُمم من قبل ديورانت كليف، إذ اكتمل باعتباره ثاني أدوات التنصيف العام التي تم قيادتها من قبل ديف لويس، فيما استمر هاري ميلر صانع السيارات في استخدام هذه التكنولوجيا في سباق السيارات، ولكنه لم يستخدمها في الإنتاج.

وجاء استخدام هياكل للسيارات ذات حجم واحد ليكون نقطة تحول مهمة لإنتاج السيارات. وبدأ باستخدام لانشيا عام 1920 منذ فترة طويلة من تنفيذ هذا النوع من الهياكل على نطاق واسع. ولانشيا هي أول نموذج صاحب هيكل بحجم واحد والتي عُرضت في معرض باريس للسيارات عام 1922. وصُنع النموذج الأول من سيتروين جميعه بالصلب. واعتباراً من العام 1930 بدأ العديد من منتجي السيارات باستخدام هذه الهياكل. ويمكن أن نعد من بين هؤلاء: أيرفلو التي ظهرت عام 1934 لكرايسلر، وزفير التي ظهرت عام 1935 للينكولن، أو نموذج “600” لناش.

في عام 1920 انضم إينزو فيراري إلى سباق السيارات تابعاً لفريق ألفا روميو، ولكنه انفصل عن ألفا روميو قبل الحرب العالمية الثانية لتأسيس شركته الخاصة به. ولكن بدأت شركة سيارات أخرى في الظهور على الساحة بعد الحرب وسميت باسم أفيو كوستروزيشن. وقد أشار هذا الاسم إلى أكثر العلامات التجارية المعترف بها في تاريخ السيارات. وفي عام 1947 أنتجت سيارة فيراري باسم فيراري 125 إس وهي أول سيارة فيراري للسباق.

ظهرت سيارات ما بين الأعوام 1920،1930 صُنعت خصيصاً للمسابقات الرياضية. ومع ذلك اكتسب هذا الانضباط الرياضي انتشاراً كبيراً بعد سنّ القواعد من قبل الاتحاد الدولي للسيارات الرياضية عام 1946. وبينما انتشر سباق السيارات هذا سريعاً قرر الاتحاد الدولي للسيارات تنظيم مسابقات في جميع أنحاء العالم عام 1950، ويضم هذا السباق جميع الشركات المصنعة للسيارات. وتألفت هذه البطولات الدولية من ست جوائز كبرى في أوروبا باستثناء انديانابوليس500. وفتحت تلك السباقات أمام سلسلة إندي كار عقب انديانابوليس500 وسيارات فورمولا 1. وهيمن نموذج ألفا روميو (نوع 158,159) على البطولة بأكملها، والذي كان مستخدماً من قبل جوزيبي فارينا وجان مانويل فانجيو. وبناء على ذلك تكونت هيئة الاتحاد الدولي للسيارات. وهكذا ظهرت الفورمولا2 عام 1952.

اعتباراً من عام 1950 أدركت الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية أن السيارات هي ليست لعبة فقط. وسابقاً كانت السويد مالكة السوق المنعزل، فصنعت أول سيارة قدمت في السوق الدولي بنموذج فولفو PV444 عام 1947. وبذلك اقتفت صناعة السيارات السويدية شركة ساب للطائرات مرة أخرى. وفتحت شركات صناعة السيارات الأمريكية والأوروبية مصانع جديدة امتدت نحو دول الجنوب وخاصة أمريكا اللاتينية. واعتباراً من العام 1956 أُنتج فولكس فاغن بيتل في البرازيل. وأسست عام 1948 هولدن من قبل شركة جنرال موتورز للاستيلاء على السوق الأسترالية، وبدأت هذه الدول بإنتاج سيارات خاصة بها.

وبدأت اليابان بزيادة إنتاجها رويداً منتجةً أول سلسلة سيارات. وقامت بعض الشركات بإقامة شراكة مع شركات عربية لتقدم الصناعة وازدهارها. وقام الإحصائي الأمريكي ويليام إدواردز ديمنغ بتطوير أساليب إدارة الجودة في اليابان التي كانت أساس تنمية الاقتصاد الياباني بعد الحرب، وأُشير إليها بعد ذلك باسم “المعجزة اليابانية”.

مع حلول عام 1950 بدأ ظهور تأثير صناعة السيارات، وزادت المبيعات، لكن في عام 1954 انخفض بيع السيارات لأول مرة. ولم تعد هناك أي استفادة من القروض لأصحاب السيارات. وفي عام 1960 حان للجميع شراء السيارات في البلدان الصناعية. وفي الخمسينات وصل إنتاج السيارات في الولايات المتحدة إلى أعداد غير مسبوقة خلال تلك الفترة. ووصل عدد السيارات المصنعة في الولايات المتحدة إلى 3,5 مليوناً عام 1947، 5 ملايين عام 1949، وما يقرب من 8 ملايين عام 1955. وبينما تنتج السيارات الأكبر حجماً تدريجياً في الولايات المتحدة كان تطوير السيارات الاقتصادية مع قدرة محرك بحجم متوسط هي الأكثر شيوعاً في أوروبا. ومنذ عام 1953 حصل الأوروبيون على الريادة في السوق بسيارات ذات قياس صغير ومتوسط. وأصبحت ألمانيا رائداً في إنتاج السيارات في أوروبا مستفيدة في ذلك من المساعدات الأمريكية والمساعدات التي تمنحها قوات التحالف.

تصاميم المركبات.. تطور على مر العصور

اختلفت تصاميم السيارات مع مرور الوقت، إذ بدأت تتحسن من حيث الشكل، وأصبحت أكثر إبداعاً، وهناك تياران مختلفان عن بعضهما كثيراً، وأثر بعمق في تصميم السيارات. وهما: رخاء السيارات الأمريكية ورقة السيارات الإيطالية. وأعطى الأمريكيون أولى اهتمامتهم لهذا التصميم.

أهم التصميمات عُملت لـ”ديترويت الثلاثة الكبرى” وهم: هارلي إيرل للجنرال موتورز، وجورج ووكر للفورد، وفيرجيل إكسنر لكرايسلر. وأدى دوراً هاماً في تطوير تصميم ريمون لوي، وفي عام 1944 شرع مصممو الصناعة في تأسيس جمعيات. وبعد ثلاث سنوات ظهرت على غلاف مجلة تايم. وأجمل التصميمات كانت لنموذج Studebaker Starliner عام 1953.

ولكن تصميم الطراز الإيطالي هو الذي دام لفترة أطول. ومن الأسماء الكبيرة في تصميم السيارات التي لا تزال تحتفظ بريادتها في هذا المجال:- بينينفارينا، غروبو بيرتوني، زاغوتا، غيا.

وعلى الرغم من أن هناك استوديوهات تصميم في الولايات المتحدة منذ عام 1930 إلا أنها لم تكن موجودة بعد في أوروبا. وأسس سيمكا أول استوديو في أوروبا بعد أن أدرك أهمية التصميم. وبعد فترة وجيزة أدركت شركات السيارات الأخرى ضرورة التعاون بين بيجو وبينينفارينا لذلك تعاقدت مع استوديوهات مشابهة أيضاً.

وفي بداية القرن الحادي والعشرين، ظهرت هياكل للسيارات جديدة وسابقاً كانت اختيارات شركات صناعة السيارات للنماذج محدوداً بسيدان أو واغن أو كوبيه أو كابروليت. وبسبب زيادة المنافسة واللعب على الساحة العالمية دفع ذلك الشركات المصنعة للسيارات إلى صناعة هياكل جديدة من خلال تضافر النماذج مع بعضها. وكان SUV (سيارة رياضية متعددة الأغراض) هو النوع الأول الذي ظهر في هذا الاتجاه. وصنعت سيارات 4×4 بتطور مناسب لاستخدامها داخل المدينة. وقاموا بمحاولات لتقديم خيارات متعددة لإرضاء المستخدمين مثل سيدان التقليدية وSUV ونيسان كاشكاي الأشهر من بين نماذج كروسوفر. وكانت SUV وكروسوفر ذاتا شعبية كبيرة في الولايات المتحدة.

وكانت شركات صناعة السيارات من بين الأكثر إبداعاً في هذا المجال. وقدمت مرسيدس للسوق CLS التي كانت سيدان كوبيه سابقاً عام 2004. وقدمت فولكس فاغن نسخة من كوبيه-كونفرت لسيدان باسات عام 2008 وفي نفس العام بدأت البي إم دبليو بمبيع بي إم دبليو إكس6 كوبيه 4×4.